من بين أهم معالم الإسكندرية قلعة قايتباى فى الأنفوشى شامخة صامدة تأخذ الزائر من حاضره ..تعيده لحقب مضت وزمن قديم حافل بالغموض والهيبة . بالأطماع والمعارك و الإنتصارات والهزائم خاصة و أن القلعة تحتوى على متحف حربى يعرض مقتنيات من المعارك البحرية الرومانية و آثار من الحملةالفرنسية. تقع قلعة قايتباى على الطرف الشمالى للميناء الشرقى و على أنقاض منارة الإسكندريةالقديمة التى تهدمت بفعل زلزال مدمر و كانت مصنفة من عجائب الدنيا السبعة لارتفاعها الشاهق . بدأ السلطان الأشرف أبو النصر قايتباى بناء القلعة عام 882 هجرية بسبب كثرةالتهديدات المباشرة لمصر من قبل الدولة العثمانية و انتهت أعمال البناء عام 884 هجرية و هى تتكون من ثلاثة طوابق على نظام قلاع العصور الوسطى . و هى من أهم الحصون على ساحل البحرالأبيض المتوسط و كانت محوراهتمام السلاطين و الحكام على مر العصور . لكنها بدأت تفقدأهميتها الإستراتيجية و الدفاعية بسبب ضعف الدولة العثمانية .. حتى تمكن نابليون بونابرت من الإستيلاءعليها فى إطار الحملةالفرنسية عام 1798
و لما تولى محمدعلى باشا الحكم قام بتجديدأسوارها و مبانيها و زودها بالمدافع الساحلية و العديد من الطوابى و الحصون إلا أنه تم تخريبها و إحداث تصدعات بها من قبل اللإحتلال الإنجليزى حتى قامت لجنة حفظ الآثار عام 1904 بتنفيذ مشروع للتجديدات و الإصلاحات يستند على دراسات علماء الحملة الفرنسية
المذكور فى كتاب وصف مصر .
مسجدالقلعة
من ممرات القلعة
بالقرب من القلعة
يتخذ متحف الأحياء المائية مكانه
كمنطقة جذب هائلة للزائرين و يقع فى جزء من معهدالأحياءالمائية الذى أنشئ عام 1930 للإشراف العلمى على المصايد ولدراسة أحياءالبحار و البحيرات المصرية من أسماك ونباتات و إسفنج وأصداف
مما يجتذب السياح العرب والأجانب إضافة لأهل الاسكندرية لمشاهدة هياكل لعريس و عروس البح رو هو حيوان بحرى يطلق عليه بقرة البحر لأنه يتغذى على الأعشاب و الطحالب البحرية و كذلك مشاهدةهيكل عظمى ضخم لحوت معلق عمره سنة وشهرين طوله 17 متر و 20سم علما بانه عندما يولد يكون طوله حوالى 6 أمتار و يصل الى 30 مترقبل العام الخامس.
و نبقى فى منطقة قلعة قايتباى و الميناءالشرقية و هى من أهم المعالم السياحية و الترفيهية و الإقتصادية فى الإسكندرية خاصة و أن حولها تجمعات سكانية كبيرة و مناطق تجارية رئيسية وأندية إجتماعية و رياضية مثل نادى اليخت نادى الصيد نادى الكشافة البحرى النادى البحرى اليونانى
و يتضمن مركزا للغوص على الطرازالرومانى
لمشاهدة الكنوزالأثرية الغارقة تحت المياه
إكتشافات ضخمة ..غارقة تؤكد تعرض الإسكندرية لسلسلة زلازل أشهرها زلزال القرن الرابع عشر الذى أدى إلى غرق الساحل القديم . أبرزهذه الإكتشافات
تمثال بطليموس
الموجود بواجهة مكتبة الإسكندرية حاليا .
جدير بالذكر أنه قد تم نقل 489 قطعة أثرية كانت غارقة .. بطريق الجو والبحر للعرض فى برلين و فى فرنسا و عدة معارض أخرى فى أنحاء العالم على أن تعود ثانية ... للبدء فى تنفيذ مشروع إنشاء متحف عالمى تحت الماء تستقر فيه هذه الآثار بعد كافة الدراسات الكيميائية و البيولوجية للمياه و ترسباتها فى منطقة القلعة بما يحفظ للآثار أمانها ..
كماأنه مع حلول عام 1961 بدأت مرحلة جديدة للكشف عن الآثار الغارقة عن طريق الغواص الراحل كامل أبو السعادات خاصة تمثال الإلهة إيزيس الذى إنتشله عام فى نوفمبر 1962 و هو من الجرانيت الأحمر و يبلغ طوله أكثر من سبعة أمتار . و لا يزال البحر يعد بكشف أسراره الدفينة .
و الآن
بعد التجوال والتعب اللذيذ فى أنحاء بحرى .. يحين وقت تناول طعام الغذاء طبعا فى مطعم قدورة
أشهر و أقدم مطاعم السمك و كافة المأكولات البحرية فى المنطقة
لأكثر من خمسين عاما .. لم يستطع أى مطعم آخر منافسة قدورة
الصياد البسيط الذى تحول لعلامة بارزة فى عالم تقديم الأسماك فمن طاولة صغيرة لبيع الأسماك إلى تأجير أول محلاته .. ثم تعدد فروعه فى الإسكندرية و إفتتاح فرع القاهرة فى شارع جامعة الدول وصولا لفرع المملكة السعودية فى جدة .
و يحلو تناول الآيس كريم فى تمشية الرجوع من بحرى ومن لا يحب الآيس كريم ؟ خصوصا من مكرم بالمستكة ..و أيضا بالليمون.. أو من عزة شهيا ..متنوعا ؟
كلمات إلى الإسكندرية الحبيبة المستحيلة .. محترفة الشجن الكامن فى الروح و الذكريات مع شاعر العامية .. فؤاد قاعود عاشق الجميلة لا ..بل أجمل الجميلات! و حتى الممات !
أنا فى عرضك ياأمى تتنبهى لى أنا فاضل لى يومين أبوس إيديكى من صباع المنتزة
هذا ما تفعله الإسكندرية بأحبائها تسحرهم تأخذ بألبابهم فلا يرون سواها فهى الأولى.. والأثيرة و هي الأخيرة و لا فكاك منها تماما ..كالقدر .. أحلى قدر!
قصر رأس التين .
سراي رأس التين .. لإدارة شؤون مصر فى الصيف .
عاصر القصر قيام أسرة محمد على فى مصر . محمد على باشا
مؤسس الأسرةالعلوية و بانى مصرالحديثة التى أصبحت في عهده قوة لا يستهان بها و إليه يرجع فضل تكوين أول جيش نظامى بها . إختار محمد علي موقعا يشبه الجزيرة ليشيد عليه أعظم قصوره وأفخمها على الإطلاق .
بدأ بناءالقصرعام 1834 كمقر صيفى بإشراف مهندسين أجانب على الطرازالأوروبى الذى كان سائدا وقتها لتعدد الجاليات الأجنبية إستغرق البناء 11عام حتى أفتتح رسميا عام 1847 سمى قصر راس التين لأنه كان فى محيط منطقة اسمها روضة التين و تنمو فيها بوفرة اشجارالتين .
و أعيد بناء القصرفى عصر الملك فؤاد على طراز يتماشي مع روح العصرالحديث . ثم الحق به خط للسكة الحديد داخل القصر للتنقلات الداخلية و كذلك حمام سباحة بحرى فى عهد الملك فاروق .
الملك فاروق و زوجته الأولى الملكة فريدة .
الملك فاروق و الملكة ناريمان
غرفة نوم الملكة
غرفة نوم الملك فاروق
و من المشاهد الباقية فى ذاكرةالتاريخ إصطفاف الفرق الموسيقية و عربات تجرها الخيول عند مرور الموكب الملكى فى شوارع رأس التين و خروج الأهالى لتحية الملك و ضيوفه .
كما كان القصر شاهدا على رحيل الملك فاروق على ظهر اليخت الملكى المحروسة
من ميناء رأس التين عقب ثورة 23 يوليوعام 1952
و تنازله عن العرش للأمير أحمد فؤاد إبنه من زوجته الثانية الملكة ناريمان و كان رضيعا لم يزل
لكن سرعان ما انتفت عنه صفته الملكية لتحول النظام المصرى وقتها الى نظام جمهورى .
و من مهابة التاريخ ..فى قصر رأس التين بقاعاته ..و ردهاته ..و صالوناته و تلك النفائس ..و الحياة الباذخة الناعمة حياة ..مثلما منحت أهل تلك القصور ما منحت .. من أفراح وليالى ملاح .. فقد ملأت كؤؤسهم أيضا بالأتراح فذاقوا الفقر و التشتت ..و مآسى لاتحصى .
من حكايا الماضى هذه ..نخرج من جديد إلى الحاضر ..صاخبا ..متجددا فى شوارع بحرى و رأس التين .. و شواطئ الإسكندرية
لإمتى راح تفضلى رميانى فى الغربة للنفى والكربة و أما أسرق المواعيد وأجيلك جرى ألقى المقابلة مقابلة الغربا والقاكى نسيانى تنسينى وإنتى امى ومركبة طبعك فى دمى ؟ تنسينى بعد ماكنت دلوعتك وأثيرك المحبوب وتضحكى لولادك التانيين أمشى فى وسطيهم غريب ويوصفولى السكك وكأنى مش منهم مع إن عرقى بطعم ملح الشط وطينى من طينهم !
هكذايتعامل الشعراء والكتاب مع ملهمتهم ومحبوبتهم الإسكندرية حتى لتكاد من وجدهم و رهف المشاعر تتحول ..من مدينة ..و أحجار.. و بحر ..و طرقات .. إلى كيان ملموس .. إلى حبيبة.. تصد و تهجر..و ترضى و تتبسم ! ترى أي سحر في الإسكندرية هل هو البحر يفرّق حينا ما بين البشر .. و حينا يصبح الشط و المرسى ؟ أم هو لغز الماضى السحيق الغارق تحت أمواجها ينثر سحرا من أصداء حضارات قامت و إرتفعت للذرى ثم غربت ..و إندثرت و إن بقيت مع همسات الموج و ذرات الرمال.. آثارها ! هاهنا كانت حياة .. و كانت دنيا و مسرحا لقصة كليوباترا و مارك أنطونيو حتى الإنتحار حبّا !
و الهاما للكاتب الفرنسى أناتول فرانس فى صراع الراهب بافنوس بين الروح و الجسد و فاتنة الإسكندرية تاييس مشاعر و أحاسيس تصطخب و تتأجج فى تقلب و عواصف أمواج الإسكندرية
و دائما أعزائى يا من كنتم معى فى مدينتى الساحرة الإسكندرية عاصمة الحنين و الذكريات و موطن الجمال ..و الحب و السلام دائما يحين آوان فراق
فنغادر الآن بحرى و راس التين و المينا الشرقية و تنتهى رحلتنا فى أرجاء المدينة الجميلة لكن الإسكندرية أبدالا ينضب معينها فهناك ما لا حصرله و تدخره لزوارها من ميادين ومنتزهات و حدائق ملكية و أسواق و متاحف و آثارو ضواحى
أنتقى بعضها فى هذه العجالة و أترك للقادمين إليها إستكشاف كل شبرفيها .
من بين متاحفها العديدة المتنوعة : المتحف اليونانى الرومانى متحف الإسكندرية القومى متحف الفنون الجميلة متحف و معهد الأحياء المائية مجمع متاحف محمود سعيد متحف الشاعر اليونانى الشهير كفافيس أنتقيت لكم متحف المجوهرات الملكية في جليم
بدأت بناؤه زينب هانم فتحى زوجة الأمير علي حيدر باشا و استكملته ابنتها الأميرة فاطمة الزهراء
بنى على النمط الأوروبي على مساحة 4185 مترا مربعا و يعتبر حالة جمالية معمارية خاصة و نادرة فى عالم عمارة القصورالملكية يحتوى المتحف على ماصودر من مجوهرات أمراء و أميرات الأسرة العلوية و ما إزدانت به قصورهم من تحف نفيسة.
منظار للملك فاروق مرصع بالذهب و الألماس
علبة من العقيق بأطر مذهبة و على الغطاء صورة الملكة فريدة محاطة بزخارف مرصعة بالماس
من بين آثار الإسكندرية
مقابر كوم الشقافة
فى حى كرموز أكبرالمقابر اليونانية ترجع الى بداية القرن لثاني الميلادى تتكون من ثلاث طوابق منحوتة فى الصخر بعمق مائة قدم و تتميز بالتمازج بين الفن الفرعونى والرومانى
كما تزخرالاسكندرية بالعديد من الكنائس والكاتدرائيات المسيحية مثل
كاتدرائية الكرازةالمرقسية بمحطةالرمل التي بناها القديس مرقص الإنجيلى أحد تلامذةالسيد المسيح وبها قاعة تؤدي الى مدافن البطاركة الأقباط حتى القرن الحادي عشرالميلادي، وكاتدرائية اليونانيين الأرثوذكس بمنطقةالشرق الأوسط وافريقيا بالمنشية الصغرى و كنيسة سان مارك وكاتدرائية الروم الكاثوليك والكنيسةالانجيلية بالعطارين وكنيسة دبانة بمحطة الرمل وكنيسةالأرمن الكاثوليك
و لا تكتمل متعة السفر الى الإسكندرية إلا بزيارةحدائقها و منتزهاتها الخلابة الساحرة حدائق الشلالات النزهة ...وأنطونيادس .. و حديقة الورد أما قصر المنتزة .. فهو تحفة معمارية .. تخطف الأبصار. بناه الخديوى عباس حلمى الثانىعام 1892 فى موقع فريد علي هضبة مطلة على البحر
و يجمع فى عمارته بين الطراز الفرنسى و العثمانى تحيطه حدائق وغابات بديعة على مساحة تبلغ 370 فدان
من ضواحى الإسكندرية
ضاحية أبوقير1832 ضاحية هادئة ..مثالية للصيد .. فى مجتمع أغلبه من الصيادين وتشتهر بمطاعم المأكولات البحرية
شهدت الضاحية معركة أبو قير الشهيرة في عام 1798 التي دمر فيهاالقائد البحري الانجليزي نيلسون أسطول بونابرت. ويمكن قضاء يوم جميل في رحلة بحرية إلي جزيرة نيلسون التي تحمل اسم القائدالبريطانى