\n
\n
\nثم أقتربت منه وسألته: إلى أي حد تحبها ؟\n
فأجاب متحمساً وهو لا زال يلاعبها: إلى حد الجنون، إني أحبها بجنون
\nانها طفلتي الغالية، حبيبة قلبي، ماستي الثمينة.
\nأقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة:
\nغداً تكبر وتتزوج، ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها؟
\nفرد بحماس وجدية: سأقتله
\n
\n
\nفنظرت للأسفل، وقالت بأسى: \n
كنت طفلة في سنها ذات يوم، وكان أبي مغرماً بي، سعيداً بضحكتي وبراءة عمري،
\nوكان حريصاً على سعادتي، واجتهد في تربيتي، ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال
\nحياتي، عندما جئت لخطبتي وافق عليك، لأنه أعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته، والذي
\nسيصون إبنته الحبيبة، ويسعدها .....
\n
\n
\nصمتت لثواني قليلة ثم تابعت قائلة:\n
أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب إبنته التي هي أنا
\nوخاف علي وطواني في تلابيب قلبه، ليحميني من لفحات النسيم واجتهد في تدليلي،
\nوعز عليه رؤية الدمعة في عيني، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني ...
\n
\n
\nثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي، زوجني بك، فالمرأة لا تكون سعيدة \n
بلا زواج، واختارك وحدك، أنت بالذات، لأنه وجد فيك الشهم الذي سيصون درته النادرة،
\nوماسته الثمينة
\n
\n
\nوهنا إلتفت نحوها، وقد بات يشعر بألم في رأسه، لكنها تابعت الحديث بهدوء وود: \n
تُرى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها، يخونها، ويفطر قلبها ؟
\nأو يتركها وحيدة كل ليلة ؟
\nوكيف تراك ستشعر لو أنك علمت أن زوج ابنتك يستولي على راتبها ليصرفه
\nعلى سهراته مع رفاق السوء؟
\n
\n
\nوكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ؟ \n
او انه يهينها، ولا يجالسها، ويمتنع عن الحديث معها لعدة أيام وهم في منزل واحد ؟
\n
\n
\nوكيف ستفعل لوعلمت أنه لأجل شجار صغير يمزق ملابسها ؟ او يطردها خارج المنزل ؟\n
وأنه يمد يده عليها لاتفه سبب صباحاً ومساءَ ؟
\nوأنه يشتمها ويشتم أهلها وينعتها بصفات شنيعة ، والله لوكانت زانية ما استحقتها ؟
\n
\n
\nوخنقت العبرات صوتها المكسور الضعيف وقالت:\n
إن كنت تخشى على إبنتك من كل ذلك، فصن أمانة أبي ! فإن الجزاء من جنس العمل
\n
\n
\nوانتفض كمن لدغته افعى وسألها بعدوانية: إلى ماذا تلمحين ؟
\n
\n
\nأجابت بهدوء وإنكسار: \n
لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة، وأب مطعون مغدور
\nألن تشعر بمرارة الغدر، حينما تجد الحارس الأمين، بات يغتال الأمانة ؟
\nألن تشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الإختيار؟
\n
\n
\nإني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا\n
وإني لأخشى على ابنتي من إنتقام المنتقم الجبار من أبيها الذي خان الأمانة
\nفأخشى أن يريه الله العبرة في إبنته، فهل تحبها يا زوجي، هل تحب ابنتك ؟
\n
\n
\nنظر إليها غير مصدق وتمتم قائلاً : أنتِ غير، وابنتي غير !\n
قالت بهدوء وبرود:
\nبل كلنا سواء، كما أنكم سواء وغداً سيأتي من يقول لابنتك: أنتِ غير، وابنتي غير !
\n
\n
\nأخي الحبيب, أُختي االغالية\n
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
\nأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا . وخياركم خياركم لنسائهم
\nحديث حسن صحيح رواه الترمذي
\n
\n
\nوعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال\n
خياركم خياركم لنسائهم
\nحديث صحيح رواه ابن ماجه
\n
\n
\nوعن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال\n
إن النساء شقائق الرجال
\nحديث صحيح رواه الترمذي
\n
\n
\nوعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال\n
استوصوا بالنساء ، فإن المرأة خلقت من ضلع ، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه ،
\nفإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء
\nحديث صحيح رواه البخاري
\n
\n
\nوعن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أنه شهد حجة الوداع مع رسول الله صلى الله \n
عليه وسلم فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ ثم قال
\nاستوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك
\nحديث حسن رواه ابن ماجه
\n
\n
\nوعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال\n
فاتقوا الله في النساء . فإنكم أخذتموهن بأمان الله . واستحللتم فروجهن بكلمة الله
\nحديث صحيح رواه مسلم
\n
\n
\nوعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال\n
إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها ، حتى ما تجعل في في امرأتك
\n( أي في فَم امرأتك)
\nحديث صحيح رواه البخاري
\n
\n
\nوفي نهاية المطاف نهمس قي أُذن كل زوج ونقول مذكرين:\n
إتق الله في زوجتك