\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n \n
نُولد دون أن نتخذ قراراً في ذلك ، نبكي دون أن يُسمع صوتنا ، نتوّجع ونبكي ونكبر \nفقط لأننا أطفال ، أنا سأخبركم بماذا أشعر ، ومَن أكون وإلى مَن أنتمي. \nلكن هل لي أن اطلب منكم أن توصدوا أبواب البُكاء..؟ \nلا أُريد شفقة من أحدكم ولا يُعجب أصدقائي أن تدعوهم بالمساكين. \nنحن أطفال / هم \nوهذه حكاياتنا. \n \n \n \n، \nهذا أنا ، وأحلامي القصيرة لم يخلقها الله مشوّهة أو عقيمة ، لكنني وُلدت لأرضع من ثدي الحُزن \nلم أُذنب بحجم جريمة والدي ، هو من جاء بي إلى هذه الحياة وأنا أجهله. \nأيها الصغار في عمري ، لاتبكوا بعد أن تُولدوا فأنتم تُحملون لتوضعوا من فوق صدور أمهاتكم \nأما أنا فكنت أنام على رصيف شارع ممتلئ بالغبار ، أتدثر بصفيحة من القرطاس والخوف ينهش جسدي. \nيا أبي الذي لاأعرف شيئاً من تفاصيل وجهك ، لاأعرف شيئاً عنك سوى أنكَ وهبتني هوية اللقيط لأُنادى بها \nأنا اتوسّد حسرتي الآن وأبكيك . \nصدّقني لا أشعر بأنني غريب ، لأنك لاتعلم أن الله قريب وأن فمي ممتلئ بالصراخ ولا أتذكر أنني فعلت \nسألوني ، إبن مَن أنت..؟ وفي أي منزل تقطن..؟ \nهل تعلم ماكان جوابي..؟ \nلم أتبرأ منك كما فعلت بي.. بل أخبرتهم أنك جئت بي لتقذفني في شوارع الحُزن بلا أقدام. \nأجبتهم وأنا أبكي حسرة على ماتفعله بنفسك.. \nفوالله ياأبي الذي لاأعرفك.. لن أغفر لكَ حتى وإن غفر الله لك. \n \n \n \n \n \n \n \n \n \n \n  \nلاتندب حظك ياصديقي.. \nفأنا سُلبت من حُضن أُمي ، كبّلوا أيدي الفرار بي \nشردوا الأمن في صدري ، أوصدوا أبواب الزنزانة على روحي \nحتى أكون عبداً لـ امراة : \nهي زوجةٌ لـ أبي ، أقدامُها هي منامي \nو شرابُها دمعي ، و أبناؤها بنو الأحلام بـ دمي ! \nأنا : \nذلك الذي مضى يبني نفسه من مُكعبات سُكر ! \nتدهورة إلى أن أصبحت حبَّات قهوةٍ مُره ، لا تعرف لـ أُمها محلا . . . \nإلى أن أصبحت رُكاماً باكي \nيلتقط السمع تارةً و تارةً اخرى يُرمم \nدمه كي يبكي من جديد . . \nلـ أبي لستُ كارهاً ، و لستُ ممن يبني في ترهلات قلبة أكوام حقد \nو لـ أُمي لستُ وفياً كذلك ! \nأنا مُشردٌ تائه ، في يدي وشمة سلاسلٌ قد كبلوا يداي حتى تجرحت / ! \nو دماؤها سردت تفاصيل بُكائي ، و بُكائي حائدٌ عن مسامع والدي ! \nلا تبكوا ، فـ بُكاء شقائي لم يُشفي أوجاعي . . .\n \n \n \n \n\n \n  \n ، \nياصديقاي.. ماعاد الثوّار أولي بأس شديد.. \nلاتُثيرا من حولي شعب الحنين فأنفجر ، أنا أُشبه قنبلة نووية.. \nإن كنتما تشتكيان من وجع الحياة فماذا أقول أنا..؟ \nوجبة افطاري في الصباح دبابة تدهس ، ووجبة الغداء طائرة تقصف ، ووجبة العشاء لغم ناسف. \nأنا رضيت بأن لا أملك إلا أمي ، ولو كان الأمر عائداً إليّ ، لتخليّت عنها كي لايستثير الفقد بكائي. \nلاتبكوا على مالم تجدوا ، لأنني بكيت على مالم أفقد. \nسأربط من حول خصري هذا الحزام وأصرخ بأعلى صوتي في وجه العدو.. \nسأرسم بقلمي خوفاً أرميهم به ، فلستُ صديقاً لأحصنة طروادة كي أمتهن أساليبها الملتوية.. \nولستُ بنبي أحمل قول الله ، ولستُ بكاهن كي أتعرّى من نفسي.. \nأريد حجراً يا أرضي ، ولتخبري أصدقائي في الأعلى أنني لم أبكي.. \nأنا جائع للفرح ، لكنني شبعت من أكل الصبر المُر.. \nسأسير يارفاق وأضرب بحجر من سجيل حتى يأخذ الله مايُريد.\n \n \n \n \n \n \n \n \n \n\n \n  \n ، \nلا أعرف كيف تُحمل خُطاكُم ، لا أعي كيف تُمسكوا بـ أكوابكُم ، \nلا أُدرك كمية الوجع في صدور أُمهاتِكُم / . . / ولا أُجيد كذلك فهم تعرجات جبين والدي ! \nأستمع أنا لـ نياحكُم / ! \nلا تُحدقوا النظر بـ أطرافي ، لا تدمع أعيُنكُم فوق أقدامي ‘ \nأستمع لـ صُراخه في وجهها فاقداً لـ عقله ، وهو يشرب من سُمه ! \nأستمع لـ / ضرب كأسه ، و تتساقط رائحة عفن خمره ، فأرسُم سُخريته مني .. \nلا تبكوا ! \nفـ البُكاء لم يعُد كافياً لأن نهرب ! \nاصبحت في كُل ليلةٍ أنام فوق دماء أُمي ، و يُدثرنا سياطٌ كان خادشاً لـ جلدها ، \nو أناملٌ قد حملته ! \nسألويها يوماً و أشرب دماؤها ، سأمتصُها ، و أُعيد الدمع لـ أُمي ، \nسأرسُم من سُخريته ثُغراً باسماً لها ! \nلا تيأسوا يا اصحاب ، فلا أحد مِنهُم يمتلك شُروق صباحنا ! \nغشّوا أمانيكُم في الصدور ! \nفـ صدري / ضاق من رصاصٍ خبأتُه لـ وجهٍ ما زادني إلا حسرةً و نداما ! \nأما قلبي / فـ رُكام حُقده سيتفجر يوماً لـ لأمحو من إغتال أُمي بـ يداي ! \nو الجسد عندي لا قيمة له ! \nفـ إني لا أعرف كيف أُحرك أقدامي ، ولا كيف أقذف الرصاص بـ وجه والدي \nأرأيتُم : \nإنتهيت كـ ركام حُلم ، قبل أن تُبنى أحلامي ..\n \n \n \n \n\n  \n، \nمهلاً.. كيف تتناوب حناجركم بالصراخ واحدة تلو الأخرى دون أن أفعل \nألستُ أنا صديقة حُزن قديمة..؟ \nبل أنا أكلت من علقم العُمر ماهو أقسى ، ممزقة ، حزينة ، وتائهة. \nطائفة من مدينة يقطر منها الغضب بعد أن أصبح الحقد يلطّخ جدائلي خصلة خصلة. \nلم أفعل أكثر من كوني طفلة بريئة.. \nأنا ضحية شهوة ليت الله لم يخلقها ، أو ليت الموت أخذني قبل أن اسقط على فراش الإنكسار. \nكنت أمشي إلى أُختي الكبرى لأخبرها بأنني لم أعُد تلك الطفلة البيضاء.. \nتعثرت بعجزي عن السير وسقطت، عُدت لأمشي لكنها لم تتكمل لأكثر من خطوتين فعُدت لأسقط \nبكيت أمام بابها طويلاً إلى أن رأت ظليّ المكسور.. \nكانت تُحاول أن تغرس في صدر بكائي سكاكين الإطمئنان.. \nحتى أنهيت ليل البكاء بحسرة على ماأصبحت الآن به. \nلم يبقى لي غيرك ياإلهي كي ينصفني منه. \nفيا الله، أنت تعلم أنني لم أرتكِب مايجعلني ساقطة ، ولم أرتفع إلا بحبي لك.. \nويا الله، أنت تعلم أنني لم أكُن أكثر من كوني طفلة إغتصبها حقير زاني، فلم يترك لها بالأرض سوى الموت المعلّق. \nويا الله، أنت تعلم أنني لم أكن أرى في وجهه إلا صورة أبي ، لكنه أسقطني في بئر خداعه وانتهك قداسة طفولتي.. \nماذا أفعل يا الله بعد أن أصبحت طفلة غير قابلة للحياة ، كل ذنبها أنها كانت تظن بأن كل الرجال اباء. \n \n \n \n  \n، \nأنا أحفظ القرآن كاملاً ، وأتذكر بأن أمي كانت تقول لي سأمنحك مقابل كل جزء تحفظه هديّة. \nحفظت 29 جزء من القرآن لكن الجزء الأخير كنت أحفظه بمكان مختلف.. \nمكان ممتلئ باللون الأبيض ، أتذكّر أنها قالت بأنه مكان قد خُصّص للمصابين بالسرطان.. \nوكأن الحياة تركتها لي هدية أخيرة ، ربما يظن البعض أنني أبكي مثل اصحابي السابقين.. \nلكنني أبتسم وأنا سعيد جداً ، فالله لم يختارني لهذا الإمتحان إلا لأنه يعلم أنني متميز عنهم جميعاً ، هكذا كانت تخبرني أميّ.. \nأما الآن قد صبحت أكثر تميّزاً ، هل تصدّقون؟؟ \nأعلم أنكم لم تصدّقوا ماقلته، لكن أنصتوا لأخبركم ماتميّزت به: \nأولاً : جميعكم تملكون فوق رؤوسكم شَعر كثيف ، إلا أنا، لا أملك إلا رأس مستدير فارغ كما يُسميني صديقي (أصلع). \nثانياً : أنتم تخافون في البحر من السرطان ، أما أنا فأحمل بداخلي سرطان لم أخاف منه. \nثالثاً : أنتم لاتمتلكوا هدية الأجر في الصبر عليه ، بينما أنا سأناله بفضل الله ورحمته. \nرابعاً : عندما تتعرضون في المستقبل إلى الآم لن تتحملّوها أما انا فسأكون قد إعتدت على هذا الألم. \nخامساً : أنتم تبكون على حياتكم التعيسة ، أما أنا فلا أبكي إلا على الموت ، في حال أخبروني بأن أحد اصدقائي المصابين في المستشفى قد مات \nبالإضافة الى أن أمي قد أخبرتني بأنني سأكسب في كلا الحالتين ، فإن كنت أقوى منه غلبته وشُفيت منه.. \nوإن كان هو أقوى من جسدي سأذهب لأبي في السماء لأنه كان مثلي قبل أن أكبر.\n \nراق لي |
\r\n \r\n \r\n
\r\nالموضوع الأصلي :\r\nطفولة وهم || الكاتب :\r\nالملك || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق
\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n
\r\n
\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n
\r\n\r\n\r\n
\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n

\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n
\r\n \r\n