![]()
اخي الزائر لديك رسالة خاصة من شبكة همس الشوق للقراءة ! اضغط هنا ! ![]()
![]() ![]() ![]()
\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n توطئة : \nحال كثير الناس في تقلبهم مع الله سبحانه وتعالى ؛ كالجن طرائق قِددا ، فمنهم من يسلم وجهه لله مكرها ، ومنهم مضطرا ، ومنهم لحاجة ، ومنهم مؤقتا ، ومنهم عادة أو تقليدا ، ومنهم ظاهرا ، ومنهم .. ومنهم .. ، ولكن يبقى السؤال الأهم .. كم منّا من أسلم وجهه لله عن إحسان . \n \nأولا : عظيم منزلة إسلام الوجه لله عن إحسان \n \nمنزلة إسلام الوجه لله عن إحسان منزلة عظيمة ، وقد خصها رب العالمين بآيات تتلى ليلا ونهارا وسرا وجهارا ، قال سبحانه : \n- (( وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ))"[1]" . \n- (( وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ )) "[2]" . \nقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي : \n((قَوْلُهُ تَعَالَى: وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ الْآيَةَ، ذَكَرَ تَعَالَى فِي هَذِهِ الْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَنَّهُ لَا أَحَدَ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ فِي حَالِ كَوْنِهِ مُحْسِنًا ; لِأَنَّ اسْتِفْهَامَ الْإِنْكَارِ مُضَمَّنٌ مَعْنَى النَّفْيِ، وَصَرَّحَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ أَنَّ مَنْ كَانَ كَذَلِكَ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى: \n" وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى "[3] " \nوَمَعْنَى إِسْلَامِ وَجْهِهِ لِلَّهِ إِطَاعَتُهُ وَإِذْعَانُهُ، وَانْقِيَادُهُ لِلَّهِ تَعَالَى بِامْتِثَالِ أَمْرِهِ، وَاجْتِنَابِ نَهْيِهِ فِي حَالِ كَوْنِهِ مُحْسِنًا، أَيْ: مُخْلِصًا عَمَلَهُ لِلَّهِ لَا يُشْرِكُ فِيهِ بِهِ شَيْئًا مُرَاقِبًا فِيهِ لِلَّهِ كَأَنَّهُ يَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ يَرَاهُ فَاللَّهُ تَعَالَى يَرَاهُ، وَالْعَرَبُ تُطْلِقُ إِسْلَامَ الْوَجْهِ، وَتُرِيدُ بِهِ الْإِذْعَانَ وَالِانْقِيَادَ التَّامَّ . )) "[4]". \n \nثانيا : عظيم مرتبة الإحسان \n \nالإحسان أعلى مراتب الدين - الإحسان ، الإيمان ، الإسلام - ويتكون الإحسان من شطرين ، المشاهدة والمراقبة ، والمشاهدة أعلى مرتبة من المراقبة ، ودليل ذلك حديث جبريل عليه السلام عندما سأل الرسول صلى الله عليه وسلم : ونصه : \n \nعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبته إلى ركبتيه ، ووضح كفيه على فخذيه ، وقال : " يا محمد أخبرني عن الإسلام " ، \nفقال له : ( الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا ). \nقال : " صدقت " ، فعجبنا له يسأله ويصدقه. \nقال : " أخبرني عن الإيمان ". \nقال : ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره ). \nقال : " صدقت " ، \nقال : " فأخبرني عن الإحسان " . \nقال : ( أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) . \nقال : " فأخبرني عن الساعة " . \nقال : ( ما المسؤول بأعلم من السائل ) . \nقال : " فأخبرني عن أماراتها " . \nقال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء ، يتطاولون في البنيان ) . \nثم انطلق فلبث مليا ، ثم قال : ( يا عمر ، أتدري من السائل ؟ ). \nقلت : "الله ورسوله أعلم " ، قال : \n( فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ) "[5]" . \n \nثالثا : مفتاح الإحسان \n \nالإحسان يطلق في اللغة على الإتقان والإجادة ، كقولنا : فلان أحسن عمله ، أي أتقنه وأجاده ، ومفتاح الإحسان يتكون من ثلاثة أصول : \n \nالأصل الأول : معرفة ومراقبة الاعتقاد والعمل . \nالأصل الثاني : معرفة ومراقبة النية ومجاهدتها وتنقيتها من الشوائب . \nالأصل الثالث : فقه علاقة تسلسل الأسباب بالنتائج "[6] " . \n \nرابعا : مناقشة \n \nقد يقول قائل : (( إني محافظ على الصلاة والزكاة والصيام وغيرها من الواجبات وترك المنهيات عن استسلام وانقياد لله ؛ فهل ممكن أن أكون مستلما لله عن غير إحسان ؟ )) . \nالجواب : \nمعلوم أن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، فإذا قلنا فرَضا ، أنك تصلي منذ أشهر ، فأين أثر هذه الصلاة على معاملاتك وأخلاقك وتربيتك .... أي هل أصلحت تلك الطاعات تلك المضغة التي أخبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم ، حين قال : \n(( .. ألا وإن في الجسدِ مُضغَةً إذا صلَحَتْ صلَح الجسدُ كلُّه، وإذا فسَدَتْ فسَد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ)) "[7]" . \nفإن قال : " تلك الطاعات أصلحت الكثير من أعمال القلب ". \nسيقال له : لكل حقيقة علامات تدل عليها ، وسوف نأخذ الأهم كمثال ، فالإخلاص حقيقة وله علامات تدل عليه ، ومثله التوكل ، والرضا والخشية والزهد ، والحسد والغيبة والنميمة والحقد وغيرها من أمراض القلوب .... فهل تعلم علاماتها ؟؟ . فإذا كنت لا تعلم علاماتها فمن باب أولى أن تقع في المحظور . \n \nثم كيف لأعمال الجوارح أن تصلح تلك المضغة وبالتالي أعمال الجوارح ، والرسول صلى عليه وسلم قد أوضح بجلاء ، أن صلاح القلب يكون قبل صلاح سائر الجسد ؟! \n \nخامسا : لمراجعة ديننا ومحاسبة أنفسنا قبل فوات الأوان . \nإذا أردت معرفة مدى قربك من الله .. فانظر كم مرة في اليوم تسلم وجهك لله عن إحسان ؟! وكما قال الإمام مالك رحمه الله : (( لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها )) "[8]" . \n \nسادسا : الحل \nبما أن الكتاب والسنة قد اشتملا على كل معاني ومقتضيات التوحيد والعبودية وتسليم المسلم لقلبه وعقله القاصر لله ؛ فإن كثرة الاستخارة قد اشتملت على كل ذلك بما تمثله من برهان عملي لهذه المعاني والمقتضيات"[9] ". فكلما أكثر المسلم من الاستخارة تبرأ من حوله وقوته ولجأ إلى ربه بالتوكل عليه ، ورضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد – صلى الله عليه وسلم – رسولا ، فإذا حصل ذلك ذاق طعم الإيمان ، وزاد تمسكه بالعروة الوثقى وتسليما لله عن إحسان"[10]". \n \nوختاما .. هذا مايسر الله إذ استخرته والخير ما يسره الله ،.. والحمد لله رب العالمين .. \n \nالشيخ : سند البيضاني \r\n الموضوع الأصلي :\r\nكم منا من اسلم وجهه لله عن إحسان || الكاتب :\r\nقمرهم كلهم || المصدر :\r\nشبكة همس الشوق \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n \r\n \r\n \r\n\r\n\r\n \r\n \r\n\r\n\r\n\r\n\r\n\r\n \r\n \r\n![]() \r\n\r\n\r\n \r\n\r\n
|